Fourni par Blogger.

jeudi 26 juin 2014

“النشر” الإلكتروني.. أرقام مليونية بهوية ثقافية

بواسطة : Unknown 18:09


كشف الأرباح المالية المتداولة في عالم “النشر الإلكتروني”، الكثير من المحاور الحيوية والمهمة، التي تدفع باتجاه “النشاط الرقمي” عموماً، ورسم دلالاته المستقبلية بشكل لافت. فالأرقام التي نشرتها المؤسسات الصحفية البريطانية والأميركية مؤخراً عن نشاطاتها الرقمية، تطرح المزيد من التساؤلات ليس فقط على مستقبل الصناعة الورقية، بل على صعيد الاستثمارات الرقمية التي انتهجها الناشرون عموماً.
فإعلان عدد من الصحف المرموقة عالمياً يمكن أن يحدد الملامح المستقبلية العامة، في مارس الماضي، أعلنت “مجموعة الجارديان للإعلام”، أنّها تتوقع نمواً بنسبة 25 % من النشر الإلكتروني، وذلك للمرة الأولى منذ 6 سنوات. وتتوقع “الجارديان” أن تزيد أرباحها الرقمية للعام المالي 2013 /2014، 117 مليون دولار. وأشارت الصحيفة إلى أنّ أهمية هذه الأرقام تأتي بعد دراسة نشرت مؤخراً أظهرت أن أرباح الناشرين البريطانيين من الإعلانات الرقمية، ارتفعت بنسبة 18% عام 2013 عمّا كانت عليه عام 2012.
الأرباح الرقمية
وتشير الكاتبة المتخصصة في متابعة الثورة الرقمية نادين شلق، إلى أن مؤسسة “إيرنست آند يانج” الرائدة في مجال المال والأعمال والاستشارات، كشفت في دراسة لها صدرت في يونيو من العام الماضي أن معظم أرباح وسائل الإعلام والترفيه الكبرى لعام 2015، سيكون مصدرها النشر الإلكتروني. ولفتت الدراسة التي نشرت بعنوان “الحركة الرقمية الآن”، إلى أنَّ الأرباح من النشاط الرقمي وصلت فعلاً في بعض الشركات المستطلعة إلى 47 %، مشيرةً إلى أنّه في عام 2015 ستصل إلى 57%.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، كشفت في تقرير نشرته في فبراير من العام الجاري أن أرباحها من اشتراكات القراء التي تعتبر المصدر الأساسي لـ«الأرباح الرقمية»، ارتفعت إلى حوالي 149 مليون دولار عام 2013، أي إلى 36% عن السنة السابقة. وأشارت إلى أنه في الربع الأخير من العام الماضي، زاد عدد المشتركين في الصحيفة على موقعها الإلكتروني 33 ألفاً، ليصل إجمالي العدد إلى حوالي 760 ألفاً. وشرحت الصحيفة في إحدى مقالاتها، أن صناعة الصحف تعاني من انخفاض التداول بالنسخ الورقية، إضافةً إلى انحسار الإعلانات المطبوعة، مما دفع الناشرين إلى رفع سعر النسخة الورقية، كما صبّوا اهتمامهم على خلق “أرباح رقمية” من خلال الاشتراكات والسعي للحصول على أسعار مرتفعة للإعلانات عبر الإنترنت.
تعود الباحثة شلق إلى الحديث عن أن الصحف البريطانية والأميركية استخدمت خلال السنوات الأخيرة أساليب رقمية لجذب القراء. فاعتمد بعضها على المادة المدفوعة من خلال اشتراك سنوي أو شهري، فيما عمد البعض الآخر إلى الإبقاء على المواضيع معروضة مجاناً مع الاعتماد على الإعلانات، أو على مصادر ربح أخرى، كتطبيقات الهواتف الخليوية وغيرها. وفي عام 2007، برزت صحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانية من بين أولى الصحف التي جهدت لبناء محتوى رقمي «هادف»، فعملت على مدى سبع سنوات لتطوير نموذج يفضّله القارئ، وتتقبله المنظومة الرقمية العريضة. في أواخر الشهر الماضي، أعلنت الصحيفة عن نمو أرباحها في عام 2013 بنسبة 17% مقارنة بالعام السابق، كاشفة أن أكثر من نصف تلك الأرباح مصدره النشر الإلكتروني. وأوضحت أن الإعلانات الإلكترونية والاشتراكات الرقمية إضافةً إلى الخدمات، شكلت حوالي 55 % من الأرباح العامة، مقارنة مع 31% في عام 2008.
يمكن القول إن الأرباح الرقمية أصبحت أساسية بالنسبة للصحف الغربية، لم تحز بعد على الأهمية ذاتها بالنسبة للمجلات الغربية. على الرغم من أن «اتحاد الناشرين المهنيين» في بريطانيا، كشف مؤخراً في أحد الاستطلاعات، أن الأرباح الرقمية للمجلات الغربية الكبرى تضاعفت خلال العام الماضي.
دلالات النشر الإلكتروني 
هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت النشر الإلكتروني العربي، بمفهومة العام، والتي اطلعت “الوطن” على العديد منها، إلا أن العديد من تلك الدراسات لم تركز على البعد المستقبلي المالي، الذي يوفره النشر الإلكتروني، بقدر ما ركزت على البعد الثقافي الحيوي، المتعلق بمستقبل الكتاب العربي في مواجهة الثورة المعلوماتية الرقمية، وهنا يمكن الإشارة إلى الدراسة التحليلية التي قام بها الأكاديمي الدكتور محمد أبوالقاسم الرتيمي، وتطرق إلى مفصل مهم وهو “المكتبة الإلكترونية التي رأى فيها أن المكتبة الثقافية العربية ستكون هجينة وستحتوي على مجموعات الكتب الورقية والمجموعات الرقمية، وسيكون بالإمكان الوصول إلى مقتنيات المكتبة من خلال وسائط الاتصال الإلكتروني واستجلاب المعلومات المتوفرة فيها وتخزينها في الحاسوب الخاص بالمستخدم الذي بدوره يؤسس مكتبة خاصه به.
وقال: “نظراً للتحديات التي تواجهنا اليوم، وفي مقدمتها العولمة والانفجار المعلوماتي وسرعة الوصول إلى المعلومة، فإن الاقتصاد اليوم تحركه المعلومات التي تتطلب الوصول إلى موارد المعلومات على المستوى العالمي، ويتحتم على المكتبيين والمكتبيات التعامل مع عدة أمور، منها: انتهاء مفهوم المكتبة المستقلة بذاتها، والحاجة إلى التعاون بين الأنواع المختلفة للمكتبات، والحاجة إلى بناء شبكات معلومات إلكترونية على مستوى الدولة، وتعلم كيفية استخدام تقنيات المعلومات الحديثة.
الخبير السعودي في مجال النشر الإلكتروني سالم الهذلي يعلل في حديثه إلى “الوطن” غياب الدراسات التحليلية العميقة التي تتناول هذا المفصل المستقبلي، لغياب منطق الشفافية، مشيراً إلى أن الإشكالية الرئيسية في الوطن العربي والخليج عموماً، هو أن التعامل مع التحولات الرقمية ما زال يدور في حلقة الجديد التقني، وليس الهوية التقنية، ويمضي في توضيح ما يريد قوله من أنه لم يتبلور إلى الآن مفهوم الناشرين الإلكترونيين عربياً، وأكد أن التطورات السريعة التي تحدث في هذا المجال أوروبياً وأميركياً هي نتاج مزيج من الحالة الثقافية والتكنولوجية، التي توصلت إليها تلك المجتمعات من حيث البنية المعرفية وتزايد منسوب الوعي. وقال الهذلي: “إن الكتاب العربي، والنسخ المطبوعة ستظل قائمة إلى ما بعد السنوات الأربع”، وهي المدة التي حددها الهذلي في بناء ثقافة النشر الإلكتروني، كما دعا الهذلي القائمين على الثقافة في المملكة إلى ضرورة دمج الهويتين الثقافية والتكنولوجية بعضها ببعض، حتى يتسنى تقديم رؤية لمفهوم النشر الإلكتروني.
وأوضح خبير تقنية تخزين المعلومات عبدالرؤف السالمي أن أولى خطوات توسيع دائرة النشر الإلكتروني تعود إلى ضرورة تهيئة البيئة التحتية التقنية ومحاولة خلق شعور بأهمية ذلك، وأن سن القوانين المتعلقة بالنشر الإلكتروني لا تكفي وفقاً لحديثه إلى “الوطن”.
الارتقاء بالتراث العربي 
موقع الألوكة على الإنترنت (www.alukah.net)، المعني بتنمية الثقافة والمعرفة أشار إلى أن النشر الإلكتروني ُيمثل فرصة كبيرة لعمليات إحياء التراث العربي الحضاري، كما أنه يمثل تحدياً كبيراً لهذا التراث، لأنه يجعل المجتمع العربي أمام خيارين، فإما استثمار التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصالات المتطورة في عملية إحياء تراثنا العربي الإسلامي ونشره على العالم بالطرق الحديثة التي أضحى لا غنى عنها، وإما الرضوخ أمام الأمر الواقع في أن نكون بالفعل “عالم ثالث” حتى في طرق نشر وتداول ثقافتنا وحضارتنا التي كانت هي منبع وشعاع النور لدول العالم في حقب متعددة من الزمن، وأشار الموقع المتخصص إلى أن غياب مفهوم النشر الإلكتروني سيزوي اللغة العربية ويصيبها بركود هائل كما هو حادث الآن.
10 أسباب تدعم “النشر الإلكتروني
خفض نفقات التكلفة
اختصار الوقت
زيادة فعالية استخدام المعلومات
التماشي مع تطور إيقاع الحياة في المجتمع
التقارب بين الناس لاختصار الزمان والمكان
القضاء على مركزية وسائل الإعلام
زوال الفروق التقليدية بين وسائل النشر المختلفة
تكوين واقع جديد وهو الواقع الافتراضي
سرعة إعداد الإصدارات الجديدة
المحافظة على البيئة
4 متطلبات لصناعة “النشر الإلكتروني
البنية التحتية اللازمة (اتصالات، حواسيب، معلومات، ونظم التوزيع)
الموارد البشرية المدربة
التشريعات الضرورية لتنظيم عملية النشر الإلكتروني
مناخ المجتمع العام (الفكري, الاجتماعي, الثقافي، والسياسي)
———————–
نقلا عن الوطن أونلاين  للكاتب: ياسر باعامر


Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

تطوير : مدونة حكمات